Jun 25, 2025 | News
Home > Blog > News > گۆتارەک ب زمانێ عەرەبی د سایتێ فەرمی یێ کەنالێ کوردستان 24 دا، ل بن ناڤێ " ٲطلس كوردستان..توثيق جغرافي وتاريخي لشعب عريق".
گۆتارەک ب زمانێ عەرەبی د سایتێ فەرمی یێ کەنالێ کوردستان 24 دا، ل بن ناڤێ " ٲطلس كوردستان..توثيق جغرافي وتاريخي لشعب عريق".

"اطلس كردستان، توثيق جغرافي وتاريخي لشعب عريق"

 

بقلم: شیان مهدي كانيسارکی

مسؤل اكاديمية جیهان-دهوك

 

 

عرفت الشعوب عبر التاريخ أهمية الخرائط والأطالس باعتبارها وثائق حيوية لا توثق فقط جغرافية الارض، بل تحمل في طياتها ملامح التاريخ، الصراعات، الهجرات، والتحولات السياسية والاجتماعية. وفي تاريخ الأمم التي عانت من التقسيم والتجزئة والتهجير، يزداد أهمية هذه الوثائق بوصفها شاهدة على الوجود التاريخي والجغرافي الذي كثيرا ما حاولت قوى الاستعمار والاحتلال طمسه أو تحريفه. ويأتي الشعب الكردي في مقدمة هذه الشعوب، التي ظلت أرضه موضع نزاع، وحدوده عرضة للتغيير، وأسماء مناطقه ضحية لتغييب مقصود. في هذا السياق، ولد مشروع كتاب"اطلس كردستان977-1964م" للکاتب والباحث "د.نوزاد يحيي باجكر" من أبرز الشخصيات الأكاديمية الكردية المعاصرة. حیث حاليًا لديه منصب "رئيس هيئة الامناء لجامعات ومعاهد ومدارس جیهان في اقلیم كردستان" إلى جانب عمله الإداري، عُرف بجهوده الكبيرة في جمع الوثائق التاريخية، والبحث في الأرشيفات العالمية عن كل ما يخص الجغرافيا الكردية. يؤمن د. نوزاد أن الخرائط ليست مجرد مستندات، بل "وثائق سياسية" تقرأ تاريخ الشعوب وتحفظ حقائقها مهما طال عليها الزمن.

ولهذا كرس سنوات من حياته في إعداد هذا المشروع.

 

كفكرة تهدف إلى جمع شتات الخرائط الكردية المنتشرة في أرشيفات دول العالم المختلفة، وتوثيقها في عمل واحد منظم، يسهل على الباحثين والقراء والمهتمين بتاريخ كردستان الاطلاع عليها، ودراسة تحولات الارض والحدود والوجود الكردي عبر العصور. صدرت الطبعة الأولى من هذا العمل في عام  2023م، ولقيت اهتماما واسعا من المثقفين والمؤرخين، تبعتها الطبعة الثانية عام  2025م بعد إضافة خرائط جديدة وتوسيع الشروحات. واليوم، يجري العمل على إصدار الطبعة الثالثة، التي ستتضمن تحديثات ومعلومات أعمق وخرائط إضافية تم الحصول عليها مؤخرا.

 

بعض المحتويات لهذا الكتاب:

 

يضم "اطلس كردستان977-1964م " 148 خريطة تاريخية نادرة، تعود لفترات زمنية متعاقبة تبدأ من عام 977م وحتى عام 1964م. وقد بدا المؤلف في تتبع هذه الخرائط من أقدمها، وهي خريطة "بلاد الاکراد" التي رسمها الجغرافي المسلم من مدينة نسیبین الكردية "ابن حوقل"(943-988م)، واستمر في جمع الخرائط من ارشيفات عدة دول شملت:

 

ترکیا-العثمانية، الولايات المتحدة الامریكية، المانیا، فرنسا، بریطانیا. ومن ابرز الخرائط التي يضمها الأطلس:

 

خريطة محمود الكاشغري(1005-1102م)  المنشورة ضمن مؤلفه "ديوان لغات الترك"، والتي تعد واحدة من أقدم الخرائط التي ذكرت مواضع الأكراد بوضوح. خريطة "نزهة القلوب" للمؤرخ الإيراني "حمدالله المستوفي القزويني"(1281-1339م)، والتي نشرت لأول مرة في 18 تشرين الأول عام 1641م.

خريطة La Persia التي وضعها الجغرافي الإيطالي جيوفاني ماریا كاسیني (1745-1824م)، والتي تبرز منطقة كردستان ضمن التقسيمات الجغرافية القديمة لبلاد فارس. كما يحتوي الأطلس على خرائط عثمانية وأوروبية وأمريكية نادرة، تعرض مناطق كردستان بمختلف تسمياتها وحدودها الجغرافية في مراحل مختلفة من التاريخ. إلى جانب عشرات الخرائط العثمانية والأوروبية، وأخرى من أرشيفات أمريكية نادرة، تُوثق أماكن وأسماء وقبائل كردية اندثرت اليوم.

 

قيمة علمية وتوثيقه:

 

ما يميز هذا الأطلس، هو ان المؤلف لم يكتف بعرض الخرائط فحسب، بل وضع تحت كل خريطة اسم صاحبها، سنة ولادته ووفاته، سنة اصدار الخريطة، وعنوانها الاصلي مما يمنح العمل مصداقية علمية، ويُسهل على الباحثين تتبع أصل كل خريطة والرجوع لمصدرها. وعلى نحو مهم، خصص المؤلف في نهاية الأطلس فهرسًا يحتوي على كل المصادر والمراجع التي اعتمد عليها، بالإضافة إلى روابط الكترونية تمكّن أي باحث أو مهتم من تنزيل نسخة إلكترونية من "اطلس كردستان 977-1964م"، مما يجعله عملا مواكبًا للعصر، يلبي حاجة البحث الأكاديمي الحديث.

 

إن كتاب "اطلس كردستان977-1964م" ليس مجرد مؤلف جغرافي، بل هو وثيقة تاريخية حية تعيد الاعتبار لحقائق ظلت لعقود مطموسة أو منسية. وهو عمل رائد في مسار توثيق التاريخ الكردي، يثبت من خلال الخرائط المحفوظة في ارشيفات العالم، الوجود التاريخي والجغرافي للشعب الكردي على أرضه. إن هذا الجهد الكبير الذي بذله د.نوزاد يحيي باجكر يستحق الإشادة، ويشكل مرجعا هاما للجامعات والمراكز البحثية والمؤرخين والمهتمين بالجغرافيا السياسية والتاريخية للمنطقة. ونأمل أن تستمر مثل هذه المشاريع، وأن تعميمها وترجمتها إلى لغات أخرى لتصل رسالتها إلى أوسع نطاق. كما أن إصدار الطبعة الثالثة قريبا، بما تحمله من إضافات وتحديثات، سيكون حدثا ثقافيا وتاريخيا مهما يستحق المتابعة والاحتفاء.

 

دور جامعة جيهان-دهوك و رئیس الجامعة(د. زيرفان عبدالمحسن أسعد) في نشر هذا الكنز

في خطوة داعمة ومهمة، وبتوجيه مباشر من (د.زیرفان عبدالمحسن اسعد)رئيس جامعة جيهان-دهوك، حيث قامت الجامعة هذه السنة بتوزيع نسخ من الأطلس على عدد من الدوائر الحكومية والمراكز الثقافية والادبية(كاتحاد الادباء، ومكتبة العامة-البدرخانية)في محافظة دهوك . كما وضعت خطة شاملة لنشر هذا العمل على جميع الجهات الاكاديمية والثقافية المختصة في اقلیم كردستان(خاصتا دهوك-مع كل قضائتها ونواحيها)، مع مشروع مستقبلي لطباعة نسخ منه وتوزيعها في بعض الجهات في العراق. بل ويجري التنسيق مع جهات خارجية لتوزيعه في دول أخرى، حتى يكون شاهدًا على الحضور الجغرافي والتاريخي الكردي، ومدخلا لفهم جذور قضايا الارض والهوية الكردية.

 

ان "اطلس كردستان977-1964م" ليس مجرد كتاب خرائط، بل وثيقة سياسية-تاريخية تثبت للعالم أن الجغرافيا الكردية ليست حديثة العهد، بل هي جزء من خرائط العالم منذ ما يزيد على ألف عام. ويحمل هذا العمل رسالة مهمة في وقت تتعرض فيه الذاكرة الكردية لمحاولات الطمس والنسيان. ومن هنا، فان دعم مثل هذه المشاريع ضرورة ثقافية وأكاديمية يجب أن تتبناها الجامعات، مراكز الأبحاث، والوزارات المعنية، سواء في كردستان أو العالم. ونأمل أن يكون هذا الأطلس مقدمة لمشاريع مماثلة توثق ليس الخرائط فقط، بل الوثائق والنصوص والنقوش التي تحفظ تاريخ الشعب الكردي، وتنقله للاجيال القادمة بكل أمانة.